عمان - لؤي العبادي - قد لا تسمح الظروف لدى لاعبي المنتخب الوطني بان يتوجهوا لكافة الجماهير بالنداء لمؤازرتهم، لكن الواجب حين يأخذ صفة الوطنية، يحتم على كل لسان مهما كان وسيلته بتوفير ذلك نيابة عنهم. المنتخب وهو يقبل اليوم على مهمة مصيرية في التصفيات الآسيوية يدرك لاعبوه حجم الدعم الذي قد توفره الجماهير وتساهم من خلاله بتحقيق النتيجة الأهم، وهم على ذلك لن يغفلوا هذا الدور وستظل نفوسهم تطالب بالموازرة حتى وان لم تستطع أفواههم قول ذلك صراحة. هي مجرد ساعة ونصف على مدرجات ستاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة ولن تكلف الجماهير الشيء الكثير، في وقت ستعني بالنسبة للاعبين اغلى اوجه الدعم، فما جرى مع ايران دليل على هذا الجانب، وما سيجري اليوم ان عادت الصورة سيبقي في الاذهان ذاكرة جميلة لان الثقة بتحقيق الفوز حاصلة حتى وان كان مصير التأهل بعدها معلق بمباراة اخرى. قبل مباراة ايران في عمان يوم الرابع عشر من كانون ثاني، تعهد اللاعبون بأن يردوا الدين للفريق الذي هزمهم في طهران، وارضية ومدرجات ستاد الملك عبدالله كانت شاهدة على صدق هذا الوعد حين ابى هؤلاء النشامى ان يصيبوا الجماهير الحاضرة يومها بالخيبة لينتزعوا فوزا ولا احلى ارضى الجماهير بنتيجته اولا وبالاداء الذي سبقه ثانيا، وفي هذا دلالات على ان النشامى حين يطلقوا وعودا من المحال ان يتنازلوا عنها وهذا من شيم كل الاردنيين عموما. اليوم تعود الاحداث مجددا فبالرغم من الخسارة امام اذربيجان وديا، الا ان اللاعبين والجهاز الفني وعدوا بالمثل واشارات صدرت منهم خلال التدريبات او عبر التصريحات توحي بأنهم مصممين على جعل ثقة جماهيرهم في محلها، لان الغاية تتمثل في مهمة وطنية وليست شخصية او نادوية. ما يجبرنا على المطالبة بالدعم، ليس لان المنتخب يمثل الوطن فحسب، بل لانه بالفعل يستحق ذلك، على اعتبار ان ناضل وقاتل حتى النهاية في وقت كان فيه قبل مواجهة ايران في عمان، لا يملك ادنى حظوظ التأهل، ولانه اثبت في مواقف سابقة قدرته على تجاوز المطبات ورفضه الانصياع لها والتوقف عندها، وهذا يدفعنا للوقوف معه وتشجيعه دون ان نغفل دعواتنا للايرانين يعدم التعثر بالخسارة امام التايلنديين. للفوز دوما فرحة لا توصف ومن كان حاضرا حين فاز المنتخب على ايران احس بنشوة ذلك ومن لم تتح له الظروف بالتواجد فقد تمنى ذلك، على اساس انه خسر فرصة مشاركة الافراح ورؤية دموعها على اعين اللاعبين والجماهير على حد سواء.. النصر اليوم قادما لا محالة باذن الله بعزيمة اللاعبين واصرارهم والفرصة قائمة امام كافة الجماهير لعيش هذه اللحظة مع ابناء الوطن كافة، فالمنتخب ينادي وواثق ان الجماهير لن ترد هذا النداء..والله ولي التوفيق.
الرئيسية 