الحكمة الإلهية في تحريم الزواج
بسبب الأخوة في الرضاع!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يَحْرُم مِن الرَّضاعِ ما يَحْرُمُ من النَّسَبِ ) متفق عليه،
أي: يحرم الزواج بين أي رجل وامراة بسبب الرضاعة
–إذا ارتضعا من امرأة واحدة زمن الرضاعة-
كما يحرم الزواج بينهما بسبب النسب أي القرابة
– بأن يكون مَحْرَمَاً لها-
.وقد جاء في آية سورة النساء والتي عددت المُحَرَّمات في الزواج قوله تعالى:
(وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرَّضاعة) [النِّساء : 23] .
أثبتت الأبحاث العلمية التي أجريت حديثاً وجود أجسام في لبن الأم المرضعة الذي يترتب على تعاطيه تكوين أجسام مناعية في جسم الرضيع بعد جرعات تتراوح من ثلاث إلى خمس جرعات وهذه هي الجرعات المطلوبة لتكوين الأجسام المناعية في جسم الإنسان , حتى في حيوانات التجارب المولودة حديثاً والتي لم يكتمل نمو الجهاز المناعي عندها .... فعندما ترضع اللبن تكتسب بعض الصفات الوراثية الخاصة بالمناعة من اللبن الذي ترضعه , وبالتالي تكون مشابهة لأخيها أو لأختها من الرضاع في هذه الصفات الوراثية . ولقد وجد أن تكوّن هذه الجسيمات المناعية يمكن أن يؤدي إلى أعراض مرضية عند الإخوة في حالة الزواج . ومن هنا نجد الحكمة في هذا الحديث الشريف الذي نحن بصدده في تحريمة زواج الإخوة من الرضاع والذي حدد الرضعات بخمس رضعات مُشبعات ، كما روى الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها:" أن النبي عليه الصلاة والسلام قدَّر الرضاع المُحَرِّم بخمس رضعات"...
وإن القرابة من الرضاعة تثبت وتنتقل في النسل . والسبب الوراثة ونقل الجينات , أي أن قرابة الرضاعة سببها انتقال جينات ( عوامل وراثية ) من حليب الأم واختراقها لخلايا الرضيع واندماجها مع سلسلة الجينات عند الرضيع يساعد على هذه النظرية أن حليب الأم يحتوي على أكثر من نوع من انواع الخلايا ومعلوم أن المصدر الطبيعي للجينات البشرية هو نواة الخلايا dna كما يُحتمل أن الجهاز الوراثي عند الرضيع يتقبل الجينات الغريبة لأنه غير ناضج , كما هو الحال في عدة أجهزة في الجسم , لا يتم نضجها إلا بعد أشهر أوسنوات من الولادة وإذا
صح تفسير قرابة الرضاعة بهذه النظرية فإن لها تظبيقات في غاية الأهمية والخطورة!!.