*** وجاء الشتاء ***
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
الدهور والأعوام، والليالي والأيام، سنن الله تتعاقب في هذه الدنيا، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، وبتعاقبها وسيرها تتعاقب الفصول على الناس.
فهذا فصل للصيف وذا للشتاء وذا للخريف وذا للربيع،ومن نعم الله أن خص كل موسم بما يناسبه...
والمؤمن الحق من وقف مع هذه النعمة وتدبرها حق التدبر وشكر الله لأجلها، قولاً وعملاً...
**
آيات الله في الشتاء
إن أحسن ما أنفقت فيه الأنفاس التفكر في آيات الله وعجائب صنعه.....
والشتاء ملئ بالأيات التي تدعو للتفكر والتأمل ولعل أولها
دخوله بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته...
ولو دخل علينا مفاجأة لأضرذلك ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك، فهل من متأمل ومتفكر؟!
**
ماتجدونه من البرد فمن زمهريرها
هريرة قال: قال رسول الله : { اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها } [رواه البخاري ومسلم].
فتذكر يا أخي شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس في الدنيا، وإن ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة ليزيد المرء إيماناً على إيمانه.
يقول أحد الزهاد: ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر ).