عبير الورد المدير العام
عدد المساهمات : 1605 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: حسنو الظن بالناس الخميس ديسمبر 17, 2009 7:39 pm | |
| حسنو الظن بالناس
س :شاع في المجتمع عدم الثقة بين الناس وتوقع السوء في المعاملات.. فما هو الظن الواجب والمباح والمحرم؟
يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: من شأن المسلم الصادق الإيمان أن يكون حسن الظن بأخيه المسلم وألا يحمل قوله أو عمله على ما لا يليق، ما دام يجد له محملا حسنا.. فقد أخرج البيهقي في “شعب الإيمان”، عن سعيد بن المسيب أنه قال: “كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن إلا نفسه”.
قال سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم” (الحجرات: 12) والمقصود بالظن في الآية الكريمة الظن السيئ بأهل الخير والصلاح دون دليل أو برهان.
قال العلماء: الظن أنواع منه ما هو واجب ومنه ما هو محرم ومنه ما هو مباح.. فالظن الواجب يكون فيما تعبدنا الله تعالى مثل شهادة العدل، وتحري القبلة في الصلاة بالنسبة لمن التبست عليه معرفتها.
والظن المحرم: هو الذي لا مبرر له، كأن يساء الظن بإنسان مسلم ظاهر العدالة، محافظ على فرائض الله.. ففي الحديث الشريف: “إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث”.
والظن المباح: هو كل ظن لا يترتب على تركه معصية، ولا على وجوده حرج، كالظن الذي يتأتى للمسلم حين يشك في الصلاة.. هل صلى ركعتين أم ثلاثا؟.
والرسول صلى الله عليه وسلم كان أسوة حسنة لنا في حسن الظن، فكان لا يظن إلا الخير بأصحابه، وكان يقول: “لا تخبروني عن أصحابي شيئا أكرهه فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر”.. ومن أقواله عليه الصلاة والسلام: “حسن الظن من حسن العبادة”.
والعقلاء من الناس هم الذين يبنون حياتهم على حسن الظن بغيرهم، ولا يتحولون عن ذلك إلا إذا وجد المبرر الذي يحتم سوى ذلك، ولكن حسن الظن ليس معناه ترك الحذر أو الغفلة عن مكر الأعداء، وإنما معناه اليقظة التي لا يصاحبها إثم أو عدوان.. والله أعلم.
| |
|