بسم الله الرحمن الرحيم
كان يا ما كان فى قديم الزمان ولا يحلى الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام
فيما كان رجل عجوز يهم بالعودة الى قريتة البعيدة من السوق المتواجد فيه ، وعند ما بداء اولى خطوات العودة الى البيت التقاه احد الفتيان ممن يتميز بالذكاء والحكمة ، قال الفتى للعجوز انا ذاهب الى القرية الفلانية ، هل بى ان ارافقك ، فرح العجوز وقال للفتى انا لوحدى ومن حسن حظى ان ترافقنى فى هذا الطريق الطويل ، توكلا على الله وكانت البداية .
الفتى مخاطبا العجوز ،هل لك ان تحملنى او انا احملك ؟
العجوز كيف يا بنى , انا رجل عجوز لن استطيع ان احملك وانت فتى صغير لن تستطيع حملى ، صمت الفتى وواصلا الرحلة
مرا الرجلان امام جربة وهى محملة بالسبول [
، قال الفتى يا ترى هل هذه الجربة محصودة ام بلا حصاد ، استغرب الرجل العجوز ، قال كيف يا بنى محصودة وانت تراها وهى محملة بالسبول ، صمت الفتى وواصلا الرحلة
اثناء مرور الرجلان فى قرية اخرى وجدا اهل القرية يشيعون احد الرجال الى مثواه الاخير ،
سأل الفتى الرجل العجوز ، قائلا يا تر هل توفى هذا الرجل او ما زال حى ، غضب العجوز من الفتى وقال له يبدو انك مجنون اذن لن استطيع ان ارافقك ، صمت الفتى وواصلا الرحلة ،
قرية اخرى ، بيوتها عاليه وسددها من حديد ومحوطة بسور ،
سأل الفتى الرجل العجوز ، يا ترى هل هذه القرية مسورة او بدون اسوار ، غضب العجوز واصر على ترك الفتى ، اعتذر الفتى واقنع العجوز بضرورة المسير سويا ، اقتنع العجوز وواصلا المسيرة ،
قرية اخرى ، بيوتها قديمة وبدون سور ،
قال الفتى يا ترى هذه القرية مسورة ام بدون اسوار ، نهر العجوز الفتى ما بك هل انت عاقل ام مجنون وما هذه الاسئلة ، هذه قرية مهدمة بيوتها قديمة وبدون سور وتقول هل هى مسورة ، صمت الفتى وسط سخط وغضب العجوز ،
وصلا الرجلان الى قرية العجوز سأل العجوز الفتى الى بيت من انت ذاهب ،
قال الفتى الى البيت الكبير ، قال العجوز بيتى هو الكبير فى القرية ، صمت الفتى ولم يذهب الى بيت العجوز وهو البيت الكبير ، وصل الرجل الى البيت وهو مستغرب من كلام الفتى ، حكى لبناته الست ما حصل معه وقالت البنات الخمس انا هذا مجنون او يهزا ، الا البنت السادسة اصغرهن واحلاهن ، قالت لا يا ابنتى ، هل لك ان تأذن لى ان اجربه ، قال لها فل يكن يا ابنتى ولكن كيف ،
نادت الفتاة الصغيرة الجارية وبعد ان جهزت الطعام للفتى ارسلته له ، وقالت للجارية ، سلمى عليه وقولى له ان
الشهر تمام ( تقصد قرص الخبز ) والشهر يعنى الهلال
والكواكب ثمان ( البيض )
والبحر مليان ( دلة القهوه )
وفى منتصف الطريق انفتحة شهية الخادمة والتهمت وشربت نصف الطعام ، ولكنها اوصلت الرسالة الشفوية كما هى ، تفاجا الشاب ، فرد الرسالة باخرى ، قائلا للجارية ، اشكريها وقولى لها ان
الشهر انصف
والكواكب اربع
و البحر انزف
عادة الجارية الى البيت وابلغة بنت الرجل بمضمون الرسالة ، فقالت لها سيدتها انك اكلتى وشربتى النصف ،
ذهبت الفتاة الى والدها ، وقالت يا ابتى هل لى ان اشرح لك كلام ذلك الفتى الذى حيرك ، قال والدها الذى ما زال محتار تفضلى يا ابنتى
قالت اما بقوله احملنى او احملك ، فهو يقصد يا انت تكلمه يا هو يلكلمك حتى تتسهل عليكم الطريق
واما بقوله ، هل الجربه محصودة ام لا ، فهو يقصد ان كان اهل الجربة مديونيين فان الجربه تعتبر محصودة وان كانوا غير مديونيين فان محصولها لهم .
اما قوله عن الجنازة هل صاحبها ميت او حى ، فهو يقصد ان كان هذا الرجل المتوفى لديه ابناء يحملون اسمه او عمل صالح يذكر به فانه ما زال حيا بين الناس وان لم يكن له شيئ فقد مات وسوف ينساه الناس
اما قصده عن القرية المسورة ، فهو يقصد انها بدون رجال حيث ان معظم رجال القرية مهاجرون وبالتالى هى غير مسورة اومحصنة بالرجال
اما القرية القديمة فهو يقصد انها مسورة ومحصنة برجالها رغم انها بدون سور
اما البيت الكبير ، نعم هو بيتنا ولكن ليس اكبر من بيت الله ، وهو المسجد ، فرح الرجل بهذا الفتى وذهب اليه الى المسجد واحضره الى بيته وزوجه بنته الصغرى ، وعاشوا بسبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اهله وصحبه اجمعين
م ن ق و ل
الرئيسية 
