بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بشرى ....
بشرى ازفها لكل مهموم ولكل حزين ...
إن مما حكم الله به هذه الحياة الدنيويه أن تكون الاتراح والافراح والسعاده والاحزان فيها عاده فلا حياة بلا كدر واحزان ولا حزن بلا فرح ومسره :
طبعت على كدر وانت تريدها@صفوا من الاقذاء والاكدار ؟؟
هل يوجد مانع ان يحزن الانسان ؟؟ وهل يوجد محظور ان يتكدر خاطره ؟؟؟
كلا ولكن للحزن والكدر منزلة ومكانات ودركات ودرجات فهذا حزين ان يعصى الله وذاك حزين ان تنتهك حرمات الله وآخر يحزن على خسارة فريقه المفضل او نفاذ شريط أغاني فنانه المحبوب ... فتختلف الهمم بإختلاف الاشخاص ...
أولا : حزن متأكد ..
أن تحزن على انتهاك حرمات الله فبقلبك تكره المعاصي والمنكرات وكما ذكر في الحديث فهذا أضعف الايمان ان تنكر بقلبك المنكر ان لم تستطع وسيلة الا هو ..
ثانيا : حزن مباح
كحزن على فقد اخ أو أب او قريب او عزيز وقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم على فقد احبته من ابنائه وزوجته وعمه ..
ثالثا : حزن محظور ..
حزن لأجل معصية الله وحزن على فوات ادراكها عند فواتها .. كحزن على أن يمنع اصحاب اللهو والفساد من نشر ما عندهم من الضلالة والفرح بالسماح لهم .. الحزن ان ينتصر المسلمون والفرح بالغلبة عليهم ....
فالأول مأجور .. والثاني له حق ان يحزن كما حزن اعظم البشر وكما جبله الله عليه .. والثالث آثم إن لم يقع في موبق من الموبقات ...
وكلامي مع الصنف الثاني الذين ابتلاهم الله فحزنوا واصابهم الهم والغم لمصابهم
عليكم بالصبر فعليه تؤجرون فقد قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) [البقرة : 153]
وقال تعالى : (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين , الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون , أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة : 155, 165, 157.
لو لم يكن للمؤمنين الا هذه الايه ليصبروا لكفى بها مواسيه ..
يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على آل ياسر وهم يعذبون من صناديد مكه وقد بلغ بهم الجهد مبلغه فيقول لهم ما مجموعه كليمات " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنه "
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحزن عليهم لله وما لقي من اتبع الدين الذي ارتضاه ..
والحزن على نوعين ..
الاول : ما لا يفقد الانسان معه قدرته وتحمله وترابطه وهذا لدى الجميع بلا استثنى ...
الثاني : الجزع وشديد الحزن والكمد وهذا لدى البعض من الناس ...
قال تعالى : (وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) [يوسف : 84]
لقد بلغ يعقوب بفقده لإبنه أشد الحزن فإبيضت عيناه وكثر بكاؤه عليه حتى بلغ به ما بلغ ...
ولحزن الخفيف البسيط ليس للإنسان القدرة عليه ..
والثاني ينبغي للإنسان ان يبتعد عنه ويتركه .. فإن الشيطان يتسلط على المؤمن في حالين :
1- الفرح الشديد الذي يفقده رشده .
2- الحزن الشديد الذي يفقده عقله .
فإنتبه لنفسك وتمسك بعقلك واحرص على قولك " إنا لله وانا اليه راجعون "
توفي لأحد النساء من أقاربها على عهد رسول الله فلما بلغها الخبر ولولت وبكت وجزعت ثم بعد ان هدأ ما بها قالت للنبي اني صابره فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الصبر عند الصدمة الاول )...
وليتذكر الانسان أفراحه التي عاشها وكيف عاش زمانا طويلا سعيدا لا يقدره ولا يعلم له عددا .. ثم يحزن فترة فيخاصم نفسه .. أتكون ثانية حزن كدقيقة سعادة ؟؟
ولا تجزع وإن عسرت يوما@ففقد ايسرت في الزمن الطويل
ثم ان في الاحزان تذكر لنعم الله على لمؤمن وشكر لنعمته فيحمد الله أن مصيبته لم تكن أعظم ..
ومن متنفسات الاحزان ..
1- القراءة.
2- الكتابة.
3- البحث والاطلاع.
4- الاهتمام بما رفع همته ويشد أزره .
5- البث بخواطر كتابيه تعبر عما يخالط النفس .
6- اكتشاف المواهب كالموهبه الشعريه لتكون متنفسا جيدا ومجال يعبر فيه ويبث همومه وأحزانه .
أخيرا ليكن لدينا اليقين بأن الشده عندما تكون في ذروتها وأشدها فإن هذا بشير فرج بإذن الله قال الشاعر :
ولرب ضائقة يضيق لها الفتى @ ذرعا وعند الله منها مخرج
ضاقت فلما استحكت حلقاتها @ فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وأعظم من هذا قول الرحمن جل جلاله : ( ألم نشرح لك صدرك , ووضعنا عنك وزرك , الذي أنقض ظهرك , ورفعنا لك ذكرك , فإن مع العسر يسرا , إن مع العسر يسرا , فإذا فرغت فإنصب , والى ربك فإرغب ) سورة العصر.
فالعسر قرين اليسر ذكر مرة ثم أكد بأخرى فبشرى لمن إشتد عليه العسر وطوبى للصابرين ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ... وعلى أصحابه أجمعين