بسم الله خير الأسماء
-الكاميرا تتحرك بنا ... تلك البناية التي تشبه كل البنايات ....
تقدموا .... تعالوا ...
-هذه البناية >>>
- ايه هذه ....
أكشن
لحظة .... همسة .... أي تشابه في الأحداث أو الأسماء أو الشخصيات ... مقصود
... ومتعمد .... لأن كل شيء يشبه كل شيء .... ولأن كل خيال له انعكاس ...
ولأن كل ظل .... له أساس .....
خلاص .... نتقدم بالكاميرا .... نفتح البوابة ....
-كم شقة ؟؟
-ما ندري
-مو مهم ... خلونا ندخل بالترتيب ...
الدور الأول .... الشقة على يدنا اليمين .....
بسم الله بالرجل اليمين .... افصخوا الجواتي .... الشقة نظيفة ..... وصاحبتها منظمة ... وتحب الترتيب
- ما نسمع صوت ...؟؟؟ غريبة .... ؟؟؟ الآن وقت الهيصة ؟ العصر ...
-ما في صوت أكيد ..... ادخلوا وبتعرفوا ليش ؟
-أكيد عرسان .....
-ليش اللقافة والعجلة .... ادخلوا ... معاي .... للشقة الأولى ... وبعدين نتكلم ؟
بسم الله
ساكنو الشقة
علا : أنثى جميلة ... رشيقة ... من عائلة محترمة ... 28 ربيعاً ونيف ... متخرجة ... ككل بنات جيلها في الغالب ....
جواد : مهندس .... ذو صيت جميل .... وظيفة رائعة ... راتب محترم ... وفوق
هذا له حياة اجتماعية رنانة ... تراه في كل المجالس ... وفي كل المناسبات
أول مهنيء وأول معزي ...
الشقة : في بناية من صنع الخيال
الزمان : 4 عصراً ....
علا تقلب في قنوات التلفاز .... وتنتظر جواد .... جواد يعود متأخراً في
الغالب ....بسبب نظام عمله في شركة خاصة .... الشقة نظيفة ... ومعدة ....
رائحة الفواحة وعطور بودي شوب الراقية تتراقص في الشقة ... وعلا في كامل
أنوثتها وجمالها .... تضع رجلاً على رجل .... وتنتظر ...
( أوووف ملل .... التلفزيون مافيه شي .... بروح أفتح الانترنت )
تمر الساعة والنص بمزيد من الملل ... والرتابة ... علا تتنقل بين كتاب ( هي
التي تزور جرير كل أسبوعين ... وتشتري ما لذ وطاب .... ) وبين التلفاز
المليء بالغث والسمين ... وبين الانترنت ... والمسنجر ... حيث تتحدث مع
صديقاتها وأختها الأصغر منها المتزوجة منذ العامين
لم يكن هذا الروتين ... ليطعن علا كل يوم .... إلا حينما تسمع وقع خطوات
أطفال جارتها سهى ... وهم يتراكضون .... فوق رأسها .... لتضع يدها على
بطنها الذي لم يتكور يوماً ... ولم يعرف ركلات الجنين ... ولم يمتليء بخطوط
التمدد .... ولم يكن بيتاً لطفل يوماً ما ....
9 سنين .... وهي مع جواد .... في نشوة عارمة ... ينقصها شيء من وهج ....
(طق طق .... وين سرحانين ....؟؟ اللي واخذ عقلك يا قمر يتهنى فيه )
تنتفض علا من مجلسها ... وترفع يدها عن بطنها بسرعة ... وتقفز لتقبل جواد العائد من العمل مرهقاً كــ المعتاد
( أخيراً جيت ... استمليت لحالي .... أحط الغدا ... والا بتنام ؟)
( حطي الغدا ... ميت جوع ... شكل الريحة تشهي ... أشم ريحة حمصة ربيان ؟؟ )
تضحك علا بدلال ... ( هذا وأني حاطة الفواحة ... ومع ذلك خشمك شغال ؟)
( الجوع وعمايله ... يله بسرررررررعة ... بموت )
( زين لا تنتحر ... دقيقة ... والأكل عندك )
يفترشان الطاولة .... ويبدءان بالأكل .... هدوء مقيت ... تقطعه علا كــ
العادة ... فقد تعلمت أن الرجل يحتاج دوماً ... لسحب في الحديث حتى لا يموت
الكلام على شفتيه ...
( صاحبتي ليلى ولدت البارحة ... ؟ )
( صحيح ؟ ... وش جابت هالمرة ؟ كأنه عندها ولدين )
( ايه صح ... هالمرة جابت بنوتة ... ودكي مرررة متونسة ... كلمتها العصر ...وقالت بيسموها فاطمة )
( الله يحفظها ويخليها ليهم .... زوجها خليل ... كان صاحبي في البترول والمعادن)
يقوم جواد عن السفرة ... يقبل يد علا .... يهمس لها ... بأنه ألذ ما تناوله
منذ زمن ... الحديث اللذيذ يمتد بهما ... يشد يدها للداخل ... تهمس بدلال (
جواد ... بروح أشيل السفرة ... )
( خلي السفرة لتالي )
**&%^$%#$%@$%^&*)(*)
(مقص الرقيب )
تستلقي علا على السرير ... تتناول مجلة بجانبها .... تقبل فيها حتى يستيقظ
جواد ... يملأها الملل ثانية ... تتذكر أن هذه حياتها منذ أعوام ... وأنها
قررت الصبر على داء جواد ... وأنها لم تشتكي يوماً حتى لأمها ... وقطعت
عليهم وابل الأسئلة منذ زمن .... وباتت كالطير المجروح .. الذي يدافع عن
عشه .. كلما رأت أعين المشفقين ... وكلما رأت ... أسئلة المحبين ... وكلما
رأت ... أطفال صاحباتها ... وكلما سمعت بحمل فلانة ... وبولادة علانة ....
كل صاحبتها لم يجدن الوظيفة في الغالب
هي فقدت حتى التسلية عن الوظيفة .... فلا طفل يؤنسها ... ولا وظيفة .. تشغلها ..... وزوج يملأ حياتها
همست ودمعة صغيرة ... كادت أن تفلت منها .... ليتني مكانش يا سهى ؟؟
*************
يله نطلع ..... اندمجتوا ... لا تنسوا انهم شقق ... ولازم ندخل ونطلع من
شقة للثانية ... بدون ما يحس أحد ... البيوت أسرار ... ومهمتنا اليوم ....
نشوف أسرار الناس ... !!
اكتفيتوا من علا ؟؟؟
خلونا نطلع ....
يتبع >>>>> مع ردودكم الحلو والمتابعة