عبير الورد المدير العام
عدد المساهمات : 1605 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: الكلام في اعراض الناس الأربعاء ديسمبر 30, 2009 7:09 am | |
| الكلام في اعراض الناس الغيبة والنميمة داءان عظيمان انتشرا في كثير من مجتمعات المسلمين ، والسلامة منهمايسيرة على من يسرها الله عليه ، وفشو هذين الدائين نتيجة لتساهلنا فيهما أو بجهل بعضنا في معناهما ، والغيبة عرفها النبي صلى الله عليه وسلم : ذكر اخاك بما يكره . وقد صور الله سبحانه الانسان الذي يغتاب اخوانه المسلمين بأبشع صورة ، مثله فقال ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهمتوه ) . ولا يبعد أن يعاقب من يغتاب إخوانه يوم القيامة فيقربون اليه بصوره أموات ويرغم على الاكل منهم ولقد مر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال من هؤلاء يا جبريل فقال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم . وقال عليه الصلاة والسلام : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فان من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته )) . واما النميمة فهي ولا شك من كبائر الذنوب ومن اسباب عذاب القبر وعذاب النار قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة نمام )) ومر بقبرين فقال : (( انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ، واما الاخر فكان يمشي بالنميمة )) . ولذا فان الواجب عى من نقل إليه احد ان فلانا يقول فيه كذا وكذا أن ينكر عليه وينهاه عن ذلك وليحذر منه فإن من نقل اليك كلام الناس فيك نقل عنك ما لم تقله قال تعالى : ( ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ) واما الكذب فلا يقل خطر عن سابقية فهو ايضا من كبائر الذنوب وهو من علامات النفاق كما في حديث علامات النفاق بل هو اساسه ، كما ان الصدق اساس الايمان فلا يجتمع كذب وايمان الا وأحدهما محارب للآخر فخطر الكذب عظيم والوعيد عليه شديد ويكفي أنه يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار . واما الكلام في أعراض الناس فذلك شهوة لسان وقد يكون غلا متأصلا في قلب المرء . وبه تنتشر الشائعات ولا شك أنها من الباطل والباطل إذا كثر ترديده وطال التفكير فيه انقلب عند الناس في حكم الحق ويتأكد إثمه إذا كان هذا الكلام في عرض آمر بالمعروف ناهي عن المنكر داعي إلى الله ، وقد امرنا عليه الصلاة والسلام أن نكف ألسنتنا عما لا يعنينا بل جعل ذلك من حسن اسلام المرء والواجب أن يسود حسن الظن بالمؤمنين والاطمئنان إلى طويتهم والثقة بحسن نواياهم ، وتغليب جانب الصدق في أقوالهم والخير في تصرفاتهم ما دامت احوالهم الظاهره مأمونة والمساوئ مستورة . اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ونعوذ بك ان نقول زورا أو نفشي فجورا ، او نتكلف ما لا يعنينا ، اللهم وفقنا لمحاسن الأخلاق وصالح الأعمال وجنبنا مساوئ الأخلاق ومنكرات الأعمال والأقوال والأهوال والأدواء واهدنا صراطك المستقيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
| |
|