رولا العمرو حالة اردنية لرفض الارهاب والتمسك بالحياة
عمان 16 كانون الثاني ( بترا ) -من سهير جرادات - وقع الاردن قبل نحو خمس سنوات فريسة للارهاب عندما تفجرت ثلاثة فنادق في عمان ذهب ضحيتها 60 شهيدا وادت الى اصابة نحو مئتي جريح ما زالوا يعانون من الامهم التي سببتها مضاعفات الحادث الاليم .
نستذكر رولا العمرو احدى ضحايا الحادث وهي تقف بشموخ وتحد وتصر على متابعة نسيان هذا الحادث والخروج من قيد المأساة الى بوابة الامل والحياة كرد على الارهاب الذي لا يميز بين شخص واخر ولا يعرف لونا او هوية سوى سقوط الابرياء من الضحايا من الاطفال والشيوخ والنساء .
ولدت التفجيرات الارهابية التي وقعت في ثلاثة فنادق بعاصمتنا الحبيبة عمان يوم التاسع من تشرين الثاني عام 2005 العزيمة عند رولا بحجم تلك الإعاقة التي أصابت جسدها، وحركت ارادتها بمقدار حركة اطرافها الاربعة قبل ان يصيبها الشلل .
لقد غدت تلك الحادثة عند رولا بوابة للعلم والمعرفة حيث تسلحت بالإيمان وهزمت الإعاقة بإصرارها على متابعة دراستها في التمريض في لندن محولة تلك الشظايا التي مزقت جسدها الى شحنات من العزيمة التي قادتها الى التفوق الذي بدأته بدراستها في كلية الأميرة منى للتمريض والتحاقها بدورة الإصابات الحرجة والتعامل معها وحصولها على تقدير امتياز قبل أيام من الحادث الذي حولها من ممرضة الى جريحة بحاجة الى العلاج .
تعود العمرو وهي تتحدث إلى وكالة الإنباء الأردنية (بترا) عبر الانترنت من لندن بذاكرتها الى اليوم الدامي الحزين في عمان التي تأبى ان يثني القتلة كبرياءها "لقد اصابت جسدي شظايا التفجيرات، استقرت احداها في الجهاز التنفسي، وأخرى في النخاع الشوكي اخترقت عظم الجمجمة، واستقرت في المخيخ، وأحدثت الشظايا ثقوبا في الرئة والطحال والكبد أفقدتني الحراك ليصيبني شلل رباعي" .
عزمت الملازم أول تمريض في الخدمات الطبية الملكية رولا العمرو على الدراسة والبحث عن ما هو جديد يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة مصممة على إتمام مشوار حياتها الذي بدأته على قدميها وستكمله على الكرسي رافضة السماح لقيدها (الكرسي الكهربائي المتحرك) ان يحول دون تحقيق احلامها.
طوعت العمرو الانترنت من خلال (جبيرة) خاصة مكنتها من استخدام اطرافها المشلولة للتواصل مع الوطن واخباره معبرة عن شكرها وتقديرها لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي أمر بتدريسها على نفقته الخاصة بعد أن علم برغبتها بأكمال تحصيلها العلمي ، الأمر الذي امدها بالتصميم على رد الجميل بخدمتها للوطن والشعب الذي وقف الى جانبها وجانب جميع المصابين وذوي ضحايا التفجيرات.
ما زالت رولا تذكر عبارات جلالة الملك عبدالله الثاني لها خلال زيارته للمصابين في المستشفيات، عندما كان يقول لوالدتها "رولا بنتنا".
وحظيت بتكريم جلالته عندما قلدها شارة الجرحى من الدرجة الاولى في ذكرى يوم الجيش والثورة العربية الكبرى العام 2007 الامر الذي منحها القوة.
عاشت العمرو في غيبوبة بعد الحادث وتذكر كيف علمت بإصابتها بشلل رباعي من خلال حديث دار في قسم العناية الحثيثة بين الأطباء والكوادر التمريضية ، "حالة شلل ميئوس منها".
وحسب القاعدة العلمية فإن آخر حاسة يفقدها الإنسان السمع، تتحدث العمرو "لا أنسى دعاء والدتي، يارب ترفع غضبك وسخطك عنا، ويوم ان سالت الدموع على خديها حيث كانت صديقتها تهمس بأذنها، رولا انت قوية، وكنت اشعر بمكان وجود الأشخاص من خلال مصدر صوتهم".
لأنها اصيبت في جذع الدماغ او القشرة الدماغية كانت امكانية اعادتها الى الذاكرة اسهل " اذ ان الغيبوبة تمحي الذاكرة لفترة من الزمن بعد الحادثة، وبعد أشهر من عودة الوعي يبدأ المصاب بالتذكر التدريجي للتفاصيل" حسب ما يقول اختصاصي جراحة الدماغ والاعصاب الدكتور صلاح صلاح .
ويتفق اختصاصي أمراض الدماغ والأعصاب رئيس جمعية أمراض الدماغ والأعصاب الأردنية الدكتور محمد شهاب مع الدكتور صلاح في تشخيص حالة العمرو بتذكرها لتفاصيل الغيبوبة التي تختلف من شخص الى آخر حسب نسبة الإصابة والتهتك الذي حدث ، وتتفاوت بحسب سبب الإصابة وما ينتج عنها من جلطة أو نقص الاكسجين او رضة على الدماغ او نزيف دماغي او ورم او الناجمة عن مرض زيادة الشحنات الكهربائية او مشكلات في الأملاح والالتهاب أو ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم .
تشعر العمرو بمرارة الأيام عندما كان جسدها خائرا من دون حراك إلا من نبضات قلبها الحزين "كانت رغبة تتملكني للنهوض من فراشي لاطفئ صوت جهاز التنفس الذي يمنعني من النوم لكن التعب يجعلني استسلم للنوم".
يعيد الصوت العالي العمرو الى ذلك اليوم المشؤوم الذي فجرت فيه ثلاثة فنادق في عمان (الراديسون ساس وحياة عمان والديز ان) وما يحمله من ذكريات مؤلمة.
تحدت رولا عجزها، والتحقت في بداية العام الماضي بمقاعد الدراسة بجامعة ( كينجز) البريطانية لدراسة تخصص التمريض السريري، ولمدة عام.
رولا التي ولدت عام 1980 ترى اليوم نفسها بذكرى التفجيرات اكثر عزيمة على العمل والعطاء مصممة على حصولها على شهادة الدكتوراه لتدريس طلبة التمريض كيف يتعاملون مع مرضى الغيبوبة واستخلاص مفاهيم علمية من تجربة شخصية عاشتها , واقول لهم ولغيرهم , " احذر من كلامك، فالمصاب بالغيبوبة يسمعك ويشعر بك، فالكلمة ترفع من معنويات المريض او تدمره".
رولا التي وقعت ضحية الارهاب , ما زالت تحمل عزيمة كما كل الاردنيين لرفض هذا الاسلوب الذي يقوده اناس لا يعرفون الا عتمة الحياة .
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
عمان 16 كانون الثاني ( بترا ) -من سهير جرادات - وقع الاردن قبل نحو خمس سنوات فريسة للارهاب عندما تفجرت ثلاثة فنادق في عمان ذهب ضحيتها 60 شهيدا وادت الى اصابة نحو مئتي جريح ما زالوا يعانون من الامهم التي سببتها مضاعفات الحادث الاليم .
نستذكر رولا العمرو احدى ضحايا الحادث وهي تقف بشموخ وتحد وتصر على متابعة نسيان هذا الحادث والخروج من قيد المأساة الى بوابة الامل والحياة كرد على الارهاب الذي لا يميز بين شخص واخر ولا يعرف لونا او هوية سوى سقوط الابرياء من الضحايا من الاطفال والشيوخ والنساء .
ولدت التفجيرات الارهابية التي وقعت في ثلاثة فنادق بعاصمتنا الحبيبة عمان يوم التاسع من تشرين الثاني عام 2005 العزيمة عند رولا بحجم تلك الإعاقة التي أصابت جسدها، وحركت ارادتها بمقدار حركة اطرافها الاربعة قبل ان يصيبها الشلل .
لقد غدت تلك الحادثة عند رولا بوابة للعلم والمعرفة حيث تسلحت بالإيمان وهزمت الإعاقة بإصرارها على متابعة دراستها في التمريض في لندن محولة تلك الشظايا التي مزقت جسدها الى شحنات من العزيمة التي قادتها الى التفوق الذي بدأته بدراستها في كلية الأميرة منى للتمريض والتحاقها بدورة الإصابات الحرجة والتعامل معها وحصولها على تقدير امتياز قبل أيام من الحادث الذي حولها من ممرضة الى جريحة بحاجة الى العلاج .
تعود العمرو وهي تتحدث إلى وكالة الإنباء الأردنية (بترا) عبر الانترنت من لندن بذاكرتها الى اليوم الدامي الحزين في عمان التي تأبى ان يثني القتلة كبرياءها "لقد اصابت جسدي شظايا التفجيرات، استقرت احداها في الجهاز التنفسي، وأخرى في النخاع الشوكي اخترقت عظم الجمجمة، واستقرت في المخيخ، وأحدثت الشظايا ثقوبا في الرئة والطحال والكبد أفقدتني الحراك ليصيبني شلل رباعي" .
عزمت الملازم أول تمريض في الخدمات الطبية الملكية رولا العمرو على الدراسة والبحث عن ما هو جديد يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة مصممة على إتمام مشوار حياتها الذي بدأته على قدميها وستكمله على الكرسي رافضة السماح لقيدها (الكرسي الكهربائي المتحرك) ان يحول دون تحقيق احلامها.
طوعت العمرو الانترنت من خلال (جبيرة) خاصة مكنتها من استخدام اطرافها المشلولة للتواصل مع الوطن واخباره معبرة عن شكرها وتقديرها لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي أمر بتدريسها على نفقته الخاصة بعد أن علم برغبتها بأكمال تحصيلها العلمي ، الأمر الذي امدها بالتصميم على رد الجميل بخدمتها للوطن والشعب الذي وقف الى جانبها وجانب جميع المصابين وذوي ضحايا التفجيرات.
ما زالت رولا تذكر عبارات جلالة الملك عبدالله الثاني لها خلال زيارته للمصابين في المستشفيات، عندما كان يقول لوالدتها "رولا بنتنا".
وحظيت بتكريم جلالته عندما قلدها شارة الجرحى من الدرجة الاولى في ذكرى يوم الجيش والثورة العربية الكبرى العام 2007 الامر الذي منحها القوة.
عاشت العمرو في غيبوبة بعد الحادث وتذكر كيف علمت بإصابتها بشلل رباعي من خلال حديث دار في قسم العناية الحثيثة بين الأطباء والكوادر التمريضية ، "حالة شلل ميئوس منها".
وحسب القاعدة العلمية فإن آخر حاسة يفقدها الإنسان السمع، تتحدث العمرو "لا أنسى دعاء والدتي، يارب ترفع غضبك وسخطك عنا، ويوم ان سالت الدموع على خديها حيث كانت صديقتها تهمس بأذنها، رولا انت قوية، وكنت اشعر بمكان وجود الأشخاص من خلال مصدر صوتهم".
لأنها اصيبت في جذع الدماغ او القشرة الدماغية كانت امكانية اعادتها الى الذاكرة اسهل " اذ ان الغيبوبة تمحي الذاكرة لفترة من الزمن بعد الحادثة، وبعد أشهر من عودة الوعي يبدأ المصاب بالتذكر التدريجي للتفاصيل" حسب ما يقول اختصاصي جراحة الدماغ والاعصاب الدكتور صلاح صلاح .
ويتفق اختصاصي أمراض الدماغ والأعصاب رئيس جمعية أمراض الدماغ والأعصاب الأردنية الدكتور محمد شهاب مع الدكتور صلاح في تشخيص حالة العمرو بتذكرها لتفاصيل الغيبوبة التي تختلف من شخص الى آخر حسب نسبة الإصابة والتهتك الذي حدث ، وتتفاوت بحسب سبب الإصابة وما ينتج عنها من جلطة أو نقص الاكسجين او رضة على الدماغ او نزيف دماغي او ورم او الناجمة عن مرض زيادة الشحنات الكهربائية او مشكلات في الأملاح والالتهاب أو ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم .
تشعر العمرو بمرارة الأيام عندما كان جسدها خائرا من دون حراك إلا من نبضات قلبها الحزين "كانت رغبة تتملكني للنهوض من فراشي لاطفئ صوت جهاز التنفس الذي يمنعني من النوم لكن التعب يجعلني استسلم للنوم".
يعيد الصوت العالي العمرو الى ذلك اليوم المشؤوم الذي فجرت فيه ثلاثة فنادق في عمان (الراديسون ساس وحياة عمان والديز ان) وما يحمله من ذكريات مؤلمة.
تحدت رولا عجزها، والتحقت في بداية العام الماضي بمقاعد الدراسة بجامعة ( كينجز) البريطانية لدراسة تخصص التمريض السريري، ولمدة عام.
رولا التي ولدت عام 1980 ترى اليوم نفسها بذكرى التفجيرات اكثر عزيمة على العمل والعطاء مصممة على حصولها على شهادة الدكتوراه لتدريس طلبة التمريض كيف يتعاملون مع مرضى الغيبوبة واستخلاص مفاهيم علمية من تجربة شخصية عاشتها , واقول لهم ولغيرهم , " احذر من كلامك، فالمصاب بالغيبوبة يسمعك ويشعر بك، فالكلمة ترفع من معنويات المريض او تدمره".
رولا التي وقعت ضحية الارهاب , ما زالت تحمل عزيمة كما كل الاردنيين لرفض هذا الاسلوب الذي يقوده اناس لا يعرفون الا عتمة الحياة .