امرأة لديها ثلاث بنات لم يتزوجن أعمارهن بين ال25 و 34 كانت بالطبع حزينة ولكن كانت دوما تقول (ما كل الناس اتجوزوا اشمعنا بناتي؟)
رجل ابتلي بضيق في رزقه ينظر دوما لحال من هم أعلى منه ويقول ليه أنا اللي كدة؟ ما كل الناس زي الفل أهه!!! امرأة ابتلي أبناؤها بأمراض إذا قيل لها لما لا تدعين ربك في الصلاة وتضرعي إليه؟؟ قالت أنا أكلمه وأقول(ليه تعمل فية كدة اشمعنا أنا ؟) وأمثلة كثيرة من عدم الرضا والتسخط على قدر الله أقول سبحان الله القائل في كتابه (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) لكن ما الفائدة من الضجر وإلى من سنذهب إن لم نرضى بحكمه سبحانه وقضاؤه؟؟!! إن العبد إذا لم يرضى هل سيرفع عنه البلاء؟؟ لا لكن سيضاف إلى البلاء سخط الله عليه
"عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ". أخرجه الترمذي و ابن ماجه و أبو بكر البزازوصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
اذا أراد الصائغ تنقية الذهب ماذا يفعل به؟؟ يصهره بالناركي يخلصه من الشوائب كذلك العبد نوعان نوع مثل الذهب لا يزيده البلاء إلاّ نقاءاً وبريقاً والنوع الثاني يظهر البلاء ما بداخله من عدم الرضا وقلة ايمانه
قال سبحانه
(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) لكنه سبحانه وصف هؤلاء الصابرين
بقوله تعالى في نفس الأية
(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون)
وحدد لهم الجزاء .فقال سبحانه
(أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
إن الرضا بالقضاء يثمر في القلب راحة رغم الإبتلاء والمحن والساخط لا يجد إلاّ مرارة في صدره وغصة في حلقه وتضيق عليه الأرض ولا يجد أبدا مخرجا لهمه ببساطة لأنه ابتعد عن مولاه بل وعاداه بعدم رضاه عنه
والعجيب من أمر هؤلاء هل دققوا في حياة غيرهم وعلموا يقينا هل هم سعداء حقا أم عندهم ابتلاءات بأنواع مختلفة؟!!! أيضا عدم الرضا قد يزيد بلاؤهم بسبب سخط الله عليهم والإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان
لاتحزن يا من ابتليت بأمرفاعلم أنما ابتلاك الله لانه يريد أن يسمع صوتك يريد أن يغفر ذنبك يريد أن يرفع منزلتك في الجنة يريد تمحيصك وتخليصك من التوكل إلاّ عليه ليرفع عنك فانظر دوما للجانب الإيجابي في البلاء تشرق شمس راحتك ونور يقينك ويزداد إيمانك لكن كل هذا لا يأتي الا برضاك وصبرك واعلم أن أشد الناس بلاءا هم الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (أي بعدهم في الصلاح والتقى)