أبعث رسالتي هذهبداية ... أحييكِ بتحية الإسلام الخالدة
ثم أهنئك بمناسبة حلول شهر الله المحرم ( فكل عام وأنتِ بخير ) .
حبيبتي الغالية :-
لاشك أنكِ سمعتِ هذه التهنئة مرارا وتكرارا وكانت بالنسبة لكِ مجرد كلمات ألفتِ سماعها واعتدتِ تكرارها دون أن تترك فيكِ أثرا ملموسا أو تغييرا ملحوظا ...
ولعلك تتسائلين
إذن ما الأثر الذي ينبغي أن تتركه هذه الكلمات ؟ وما هو التغيير الذي ينبغي أن يطرأ عند سماع تلك العبارات ؟؟
- عبارات وكلمات التهنئة بحلول رأس السنة الهجرية – حلول شهر الله المحرم –
حبيبتي الغالية
لابد أن تعلمي أن ..
الصادقة في إسلامها الوفية لدينها ونبيها وقبل ذلك لربها لابد أن يطرق قلبها عند تهنئتها بحلول رأس السنة الهجرية أمر مهم جدا وهو :-
>> [size=25]تذكر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة .. <<
ذلك الحدث الذي تحولت به الدنيا جمعاء من الظلام إلى النور .
وتحولت به البشرية كلها من الذل إلى العزة ومن الدون إلى الرفعة .
كما قال في ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه :-
(( نحن كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )) .
والإسلام الذي أعزه الله به عمر رضي الله عنه - ومن معه – لم تقو شوكته إلا بالهجرة ...
ولم ينتشر في الأرجاء إنتشار الشعاع في الآفاق إلا بالهجرة ...
ومما يعظم في نفسك حبيبتي استشعارك لأمر الهجرة ....
تذكرك لحال الأنصار عتد استقبالهم للنبي صلى الله عليه وسلم حين قدم إليهم مهاجرا من مكة ...
حيث استقبلته المدينة بكل من فيها ( رجالا ، ونساءا ، وأطفالا ) ومعهم الدفوف ينشدون جميعا كلمات تعبر عن مدى فرحتهم بهذا الحدث العظيم وهذا القدوم الجليل ... كلمات تدل على مدى تعظيمهم – رضي الله عنهم أجمعين – لحدث الهجرة المهيب ...
طلع البدر علينــــــــا *** من ثنيـــــــات الوداع
وجب الشكر علينــــا *** ما دعــــــــــــا لله داع
أيها المبعوث فينــــــا *** جئت بالأمر المطــــاع
جئت شرفت المدينـــة *** مرحبــــــا يا خير داع
إذن حبيبتي ...
لابد وأن تستشعري هذا المعنى حين تُهنئين بحلول رأس السنة الهجرية ...
واستشعارك هذا المعنى ليس مجرد عمل قلبي فحسب ... بل لابد أن يترجم على جوارحك إن كنتِ صادقة فعلا في استشعارك لهذا المعنى العظيم .
وهنا قد تتساءلين حبيبتي ...
وكيف أترجم ما في قلبي – من استشعار أمر الهجرة – على جوارحي ؟؟
والإجابة تتمثل في أمرين :-
الأمر الأول :-
زيادة محبته صلى الله عليه وسلم والتعبير عن ذلك بـ :
1 / معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم معرفة جيدة شاملة لجميع مواقف حياته صلى الله عليه وسلم ....
2 / الإطلاع على جميع سننه صلى الله عليه وسلم وخاصة المهجورة منها ...
3 / محولة التشبه به والإقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة ...
الأمر الثاني :
الهجرة إلى الله تعالى في هذا الشهر تشبها بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بــ :
1 / الخروج من الماضي الذي يغضب الله سبحانه من العادات والتقاليد والرواسب التي تتعارض مع الواجبات أو المستحبات والتجرد من هذا الماضي بالكلية والتبرأ منه حتى نلقى الله سبحانه وتعالى .
2 / الدخول في دائرة دين الله عز وجل بكل ما فيها من جميع محابه سبحانه والثبات على ذلك حتى تلحقي بالله عز وجل ولسان حالك ....
كما قال تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم حين هجرته
(( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرا )) الاسراء 80
وأخيرا حبيبتي الغالية ....
أذكرك بأن شهر الله المحرم هو بداية العام الهجري
فابدئي عامك بخير يختم لكِ بخير ...
فإنه :
من شب على شئ شاب عليه
ومن عاش على شئ مات عليه
أيضا أذكرك حبيبتي بأن أفضل الأعمال في هذا الشهر ( الصوم ) لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل ))
فحاولي الصوم في هذا الشهر قدر استطاعتك وخاصة يومي تاسوعاء وعاشوراء أي يوم 9 ، 10 محرم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :
(( صيام عاشوراء إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ))
ودليل اليوم التاسع حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
(( لإن عشت إلى قابل لأصومن التاسع ))
وذلك مخالفة لليهود لصومهم العاشر دون التاسع .
وأخيرا ..... أسأل الله عز وجل لكِ حبيبتي الغالية في مطلع هذا العام ...
هجرة إليه ترضيه
واتباعا لنبيه صلى الله عليه وسلم يرضيه
وصوما في هذا الشهر يرضيه
وخاتمة لهذا العام ترضيه
... إنه نعم المجيبون ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/size]
الرئيسية 
